افتتاح القنصلية العامة لجمهورية الكونغو الديمقراطية بالداخلة
وخلال ندوة صحفية مشتركة عقب تدشين القنصلية، أكد السيد بوريطة أن فتح قنصلية عامة لجمهورية الكونغو الديمقراطية بالداخلة يعتبر حدثا "مهما جدا" بالنظر إلى ثقل هذا البلد، وإلى المسؤوليات التي سيضطلع بها على مستوى الاتحاد الإفريقي، خلال ترؤسه له ابتداء من السنة المقبلة.
وأضاف السيد بوريطة، أن هذا الأمر مهم كذلك، لإنه جاء من طرف دولة وقفت دائما مع المغرب في قضيته الوطنية.
وسجل السيد الوزير أن المغرب كان دائما يلمس من جمهورية الكونغو الديمقراطية هذا الموقف المناصر، مشيرا إلى أن السيدة تومبا نززا وفخامة الرئيس فيليكس أنطوان تشيسكيدي يعبران دائما في اجتماعات مجموعة (سادك)، بدون حرج وبشكل واضح، عن موقفهما الداعم لوحدة المغرب الترابية ولمغربية الصحراء.
وأكد أن فتح هذه القنصلية اليوم يأتي في إطار هذا الموقف الثابت، ويأتي للتأكيد على أن هذا البلد ينضاف للدول الإفريقية الـ16 التي فتحت قنصلياتها في المناطق الجنوبية للتعبير بشكل واضح عن دعمها لمغربية الصحراء، مبرزا أن هذا الرقم سيرتفع لأن أغلب الدول الإفريقية اليوم لها وعي بأن هذا المشكل موروث عن حقبة أخرى وأن إفريقيا في غنى عنه.
وأشار السيد بوريطة إلى أن موقف جمهورية الكونغو يأتي كذلك في السياق الذي اشتغل عليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، خلال السنوات الأخيرة لدعم مغربية الصحراء بالمواقف والاتفاقيات الدولية وبفتح القنصليات، التي بلغ عددها اليوم 19 قنصلية، علاوة على الافتتاح المستقبلي لقنصليتي الأردن والولايات المتحدة.
وفي نفس السياق، ذكر السيد بوريطة بالقرار الأمريكي "التاريخي" بفتح قنصلية في الداخلة، ليبلغ عدد القنصليات في هذا المدينة عشر قنصليات، مما يجعل من المدينة مركزا قنصليا مهما، مسجلا أن الداخلة تعتبر ممرا استراتيجيا على الصعيد الدولي، لاسيما بين أوروبا وإفريقيا، وهذا ما يبوؤها بمكانة هامة.
ومن جانبها، أكدت وزيرة الدولة، وزيرة الشؤون الخارجية الكونغولية، السيدة ماري تومبا نززا، أن فتح قنصلية عامة لجمهورية الكونغو الديمقراطية بالمدينة يكتسي طابعا سياسيا ودبلوماسيا مهما، ويجسد الاعتراف بالسيادة التامة والكاملة للمملكة المغربية على صحرائها. وأضافت، أن هذه القنصلية العامة تسعى لتكون إطارا إداريا يحافظ على الروابط مع الجالية الكونغولية وفضاء للتشاور وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية والعلمية الثنائية.
وأبرزت السيدة نززا أن العديد من الإمكانات متوفرة بهذه المنطقة، معبرة عن أملها في أن يشكل فتح قنصلية لبلادها اليوم بالداخلة فأل خير يبشر بتنمية مثمرة بين البلدين.
وفي هذا السياق، اعتبرت رئيسة الدبلوماسية الكونغولية أن فتح قنصلية لبلادها بالداخلة يعد في الحقيقة مرحلة جديدة تطبع العلاقات التاريخية والمتميزة التي تجمع بين المملكة المغربية وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والمتسمة على الخصوص بالتفاهم القائم بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس وفخامة رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، السيد فليكس تشيسكيدي.
وشددت بهذا الخصوص، على أن هذه الروابط عززت علاقات الأخوة والصداقة التي تجمع بين البلدين والشعبين منذ سنة 1960، مجددة الامتنان العميق للشعب الكونغولي ولرئيس الجمهورية لجلالة الملك على المساعدة الطبية التي قدمها لبلادها من أجل مساعدة الشعب الكونغولي على حماية نفسه ومواجهة جائحة كورونا بشكل فعال.
وأشارت إلى أنه بالموازاة مع هذا الدعم للوحدة الترابية للمملكة المغربية وسيادتها على صحرائها، تجدر الإشارة إلى التضامن الثابت الذي لطالما عبر عنه المغرب تجاه جمهورية الكونغو الديمقراطية، في كل مرة كانت وحدتها الترابية كذلك معرضة للتهديد.
وفي هذا الإطار، حرصت على التعبير عن شكرها للشعب المغربي "الذي أسال أبناؤه دماءهم، إلى جانب إخوانهم الكونغوليين، دفاعا عن الوحدة الترابية لجمهورية الكونغو الديمقراطية"، مبرزة أن بلادها تقدم وستقدم دعمها لجهود السلطات المغربية من أجل استتباب السلام بالمنطقة.
كما رحبت السيدة تومبا نززا بقرار الولايات المتحدة الأمريكية الأخير بالاعتراف بسيادة المملكة المغربية التامة على صحرائها.