الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة تنظيم داعش بالرياض: المغرب يؤكد انخراطه المتواصل في المجهودات الدولية لمواجهة التهديد الإرهابي
وثمن مدير القضايا الشاملة بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد إسماعيل الشقوري، في كلمة المغرب أمام الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة تنظيم داعش، الجهود المبذولة من طرف التحالف وخاصة الاستجابات التي تمت بلورتها في إطار خطة عمل مجموعة التركيز المعنية بإفريقيا AFRICA FOCUS GROUP والمعتمدة خلال الاجتماع الأخير للمجموعة بنيامي مارس الماضي، تحت الرئاسة المشتركة للمغرب والنيجر وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية.
وذكر السيد الشقوري أن هذه الخطة تشكل خارطة طريق واضحة نحو توطيد هزيمة تنظيم داعش، كما تعكس التزام أعضاء التحالف بمخرجات الاجتماع الوزاري المنعقد السنة الماضية بمراكش، خصوصا فيما يتعلق بتحديد الأولويات والاحتياجات البرمجية لبناء القدرات؛ وتأكيد الروابط التي تجمع بين الجماعات الإرهابية والجماعات الانفصالية؛ واعتماد نهج شامل يتمحور حول الجهود المدنية.
وتابع السيد الشقوري أن تحقيق هذه الأولويات يعتمد بشكل كبير على تعزيز استجابات مؤثرة على المستوى المحلي وبشكل متكافئ بين مختلف بؤر التهديد الإرهابي، وذلك بمنأى عن التهديدات المترابطة التي تغذيها المنافسة والصراعات الإقليمية التي لها القدرة على مفاقمة التهديدات الإرهابية بشكل كبير.
وأشار السيد الشقوري من جهة أخرى إلى أن مجهودات التحالف الدولي مكنت من انحسار التهديد الإرهابي لتنظيم داعش في الشرق الأوسط، موضحا أن هذه النجاحات تمثلت بالخصوص في تقويض حركية الهجمات الإرهابية، وتحييد قيادات التنظيم وتجفيف مصادر التمويل والتجنيد.
وأبرز المسؤول المغربي أنه في ظل هذه الإنجازات، اتجه التنظيم إلى نقل بؤرة الصراع وأنشطته الإرهابية نحو القارة الإفريقية، وبالخصوص في الساحل و الصحراء، حيث يشكل التهديد الإرهابي العامل الأساسي لتدهور الإستقرار و إنعدام الأمن بالمنطقة.
وقال السيد الشقوري في هذا الصدد إن إفريقيا هي القارة الوحيدة التي ينشط على أراضيها ثلاثة فروع من تنظيم داعش و مثيلاتها لتنظيم القاعدة، بالإضافة لتسع عشرة حركة إنفصالية مسلحة تنشط في 22 بلدا، مضيفا أنه في عام 2022 تم تسجيل 43 في المائة من الإجمالي العالمي لضحايا الإرهاب في منطقة الساحل، مقارنة بنسبة 1 في المائة فقط في عام 2007.
وفضلا عن ذلك، لفت السيد الشقوري إلى تزايد الهجمات الإرهابية في منطقة الساحل بأكثر من 2000 في المائة في السنوات الخمس عشرة الماضية، مضيفا أن الجماعات الإرهابية تواصل إستعمال تقنيات متطورة وحديثة لتحقيق أهدافها كالطائرات المسيرة والأصول الإفتراضية ومنصات التواصل المشفرة.
وخلص المسؤول المغربي إلى أن هذه المعطيات كفيلة بأن تسائل مدى فعالية الجهود لمواجهة التمدد غير المسبوق للتهديد الإرهابي في إفريقيا، كما تسائل الأسباب الكامنة وراء تطور أساليبه وتنوع أشكاله بما يخلق أيضا بيئة خصبة تؤدي إلى تزايد أنشطة المجموعات الإجرامية العابرة للحدود والحركات الإنفصالية.
يذكر أن المؤتمر يشكل مناسبة لمناقشة وتبادل الآراء بين ممثلي الدول المشاركة بشأن ما تشهده المنطقة من أحداث وتطورات متسارعة، بهدف الوصول إلى إجراءات تخدم الأمن الإقليمي والدولي.
وبحث الاجتماع مسار التعاون بين دول التحالف والتنسيق الدولي في مكافحة "داعش"، وخاصة في القارة الإفريقية وتطور التهديد الإرهابي في الشرق الأوسط ومناطق أخرى، ومنع تمدده وانتشاره حول العالم ومواصلة التنسيق المستمر للقضاء عليه تماما.
ومن أبرز المشاركين في الاجتماع وزير الخارجية الأمريكي، ووزراء خارجية وممثلي دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، ودول مجلس التعاون الخليجي، وتركيا، ومصر، والعراق، والمغرب.
كما شارك في الاجتماع عدة منظمات من بينها الاتحاد الأوروبي، والجامعة العربية، والمنظمة الدولية للشرطة القضائية "الانتربول"، وحلف الشمال الأطلسي "الناتو"، ومجموعة دول الساحل والصحراء.