
وخلال ندوة صحفية مشتركة عقب مباحثاتهما الثنائية، قال السيد بوريطة، إن الداخلة ستكون منطلقا أساسيا للعلاقات الاقتصادية للمغرب مع غرب إفريقيا كما أراد جلالة الملك، من خلال الدينامية الاقتصادية والبنيات التحتية، لاسيما الميناء الأطلسي الذي هو في طور التشييد.
وتابع السيد بوريطة أن الداخلة أصبحت اليوم مركزا قنصليا مهما من خلال احتضانها لعدد من قنصليات الدول الصديقة والشقيقة، كما أضحت مكانا لعقد الاجتماعات الدبلوماسية المهمة، ومنها اللجان المشتركة مع كل من جزر القمر وسيراليون.
وشدد السيد الوزير، في هذا السياق، على أنه ينبغي استغلال الداخلة، القطب الدبلوماسي والاقتصادي المهم في الأقاليم الجنوبية، كأرضية لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية مع سيراليون، معتبرا أن عقد الدورة الثالثة للجنة المشتركة بين البلدين بالداخلة يؤكد على الموقف الثابت لسيراليون من الوحدة الترابية للمملكة.
ومن جهة أخرى، قال السيد بوريطة، إن سيراليون تحمل عبء الدفاع عن مواقف القارة الإفريقية، والمغرب دائما يدعم هذا الدور الذي تقوم به سيراليون كناطق باسم القارة فيما يخص إصلاح مجلس الأمن.
وتابع السيد الوزير أن سيراليون تضطلع بدور مهم على المستوى متعدد الأطراف من خلال تنسيق الموقف الإفريقي من مسألة إصلاح مجلس الأمن، مضيفا أن حكمة سيراليون ودبلوماسيتها جعلتها تتكلم باسم إفريقيا لإصلاح مجلس الأمن، بالنظر إلى أن الوضع الدولي الحالي يكشف عن الاختلالات التي تعرفها الحكامة الدولية في مجال الأمن والسلم.
وأشار السيد بوريطة إلى أن سيراليون، التي تُعد قطباً للاستقرار في منطقة غرب إفريقيا، مقبلة على منصب عضو غير دائم بمجلس الأمن ممثلة للقارة الإفريقية، وهذا مهم لأنه في السنتين المقبلتين سيراليون ستكون أحد الدول الإفريقية الثلاث العضو غير الدائم في مجلس الأمن، وهذا يوضح الثقة التي يضعها المجتمع الدولي في سيراليون.
وفي هذا الصدد، أكد السيد بوريطة أن المغرب اشتغل مع سيراليون من أجل التحضير لهذا الترشيح يوم 24 يونيو المقبل، معربا عن يقينه بأن سيراليون ستحصل على عدد مهم من الأصوات خلال عملية التصويت في الجمعية العامة، بالنظر إلى أنها المرشحة الوحيدة للقارة الإفريقية لدخول مجلس الأمن.
وأشار السيد الوزير إلى أن سيراليون تقوم بدور مهم في استقرار منطقة غرب إفريقيا، التي شهدت خلال السنوات الأخيرة مجموعة من الاضطرابات سواء السياسية الداخلية أو تلك المرتبطة بالإرهاب، والتي تحتاج إلى دور إقليمي فاعل.
وشدد السيد بوريطة، في هذا السياق، على أن المغرب يدعم ما تقوم به المجموعة الاقتصادية لبلدان غرب إفريقيا (إيكواس) من أجل تثبيت الاستقرار، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة بإمكانها الاعتماد على المملكة وعمق علاقاتها مع غرب إفريقيا لتثبيت الأمن والاستقرار.
من جهة أخرى، أشار السيد بوريطة إلى أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس يتابع التقدم والاستقرار الذي تعرفه جمهورية سيراليون بفضل حكمة ورؤية فخامة الرئيس جوليوس مادا بيو.
وأبرز السيد الوزير، في هذا الإطار، العناية الملكية بسيراليون، من خلال قرار جلالة الملك تمكين 100 حاج من هذا البلد من أداء مناسك الحج هذه السنة، حيث تم تبليغ القرار الملكي السامي لسلطات سيراليون في الأسبوع الماضي، مما يدل على الأهمية التي يوليها جلالة الملك للعنصر البشري في توطيد العلاقات الثنائية مع بلدان إفريقيا بصفة عامة وسيراليون على وجه الخصوص.
وفي السياق ذاته، أشار السيد بوريطة إلى المنح الدراسية التي تعطى لطلبة جمهورية سيراليون والتي بلغ عددها اليوم 105 منحة، منها 55 منحة في التكوين الأكاديمي و30 منحة في التكوين المهني، و20 منحة في معاهد التكوين في الأقاليم الجنوبية، مضيفا أنه يمكن تطوير هذه المنح بشكل أكبر في إطار متابعة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة اليوم، ومؤكدا استعداد المغرب لرفع عدد المنح، خاصة في معاهد التكوين بالأقاليم الجنوبية.
وخلص السيد بوريطة إلى أن هذه الدورة الثالثة للجنة المشتركة بين المغرب وسيراليون شكلت فرصة للتأكيد على التطور الذي حققته العلاقات الثنائية في السنوات الأخيرة، بفضل توجيهات قائدي البلدين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وفخامة الرئيس جوليوس مادا بيو.