السيد ناصر بوريطة يتباحث بروما مع نظيره الإيطالي
وفي تصريح صحفي عقب مباحثاتهما الثنائية، أكد السيد ناصر بوريطة أن المغرب وإيطاليا يتقاسمان الإرادة والالتزام لتعزيز شراكتهما متعددة الأبعاد.
وأوضح السيد بوريطة، أن هذه الزيارة إلى إيطاليا تأتي في إطار توجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس الهادفة إلى تنويع وتعزيز الشراكات داخل أوروبا والاتحاد الأوروبي وتوطيد العلاقات مع القوى الأوروبية ذات المصداقية، مشدداً على أن العلاقات بين المغرب وإيطاليا هي تقليديا قوية وتقوم على تعاون مثمر في جميع المجالات.
وأضاف السيد الوزير أن اللقاء مع رئيس الدبلوماسية الإيطالية شكل مناسبة للتوقيع على خطة عمل لتنفيذ الشراكة الإستراتيجية متعددة الأبعاد، الموقعة في العام 2019، مسجلا أن خطة العمل هذه تحدد أربع أولويات للعلاقات المغربية-الإيطالية للسنوات المقبلة، وهي تعزيز الحوار السياسي حول القضايا الإقليمية في إفريقيا والشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط، وترسيخ التعاون الاقتصادي والثقافي، وتعزيز التنسيق الأمني، وإنشاء آلية استشارية حول الهجرة والشؤون القنصلية.
وأكد السيد بوريطة أن السيد تاجاني سيزور قريبا المغرب للتشاور حول الإجراءات الملموسة بشأن المجالات الأربعة ذات الأولوية المحددة في خطة العمل.
وأشار السيد الوزير، في السياق ذاته، إلى أن إيطاليا، الفاعل الرئيسي في الحوض المتوسطي، تطمح إلى أن تصبح فاعلا مهما في إفريقيا، مبرزا أن المغرب بفضل رؤية جلالة الملك هو فاعل مؤثر في القارة الإفريقية.
وقال السيد بوريطة إن إيطاليا ترغب في العمل في إفريقيا مع المغرب الذي تعتبره فاعلا رئيسيا في منطقة البحر الأبيض المتوسط، بفضل استقراره والمبادرات التي يقوم بها، بناء على توجيهات جلالة الملك، في مختلف المجالات.
وبعد أن وصف الشراكة الاقتصادية بين البلدين بأنها واعدة، أشار السيد بوريطة إلى أن إيطاليا هي من بين أكبر عشرة شركاء تجاريين للمغرب مع 200 شركة إيطالية موجودة في المملكة في العديد من القطاعات.
وقال السيد الوزير، نعمل اليوم على إنشاء مجلس لرجال الأعمال قصد وضع رؤية مشتركة بين المغرب وإيطاليا للعمل معا في إفريقيا وتوحيد جهودهما في هذا الاتجاه.
من جهة أخرى، أشار السيد بوريطة إلى اللقاءات التي عقدها في وقت سابق من اليوم مع رئيس مجلس النواب الإيطالي، ورئيس لجنة سياسة الاتحاد الأوروبي في مجلس الشيوخ الإيطالي، واللذين أعربا، بحسب السيد الوزير، عن استعدادهما للعمل مع المغرب ورغبتهما في أن تكون المملكة الشريك الرئيسي لإيطاليا في الحوض المتوسطي وشمال إفريقيا والقارة بشكل عام.
وأكد السيد بوريطة أن هذه إشارة قوية من قوة أوروبية تشهد على مصداقية المملكة واعتراف بدور المغرب وجلالة الملك باعتباره الفاعل الرئيسي في بيئته العربية والإفريقية والمتوسطية.
ومن جانبه، قال السيد تاجاني إن المغرب وإيطاليا عازمان على العمل المنسق من أجل فضاء متوسطي أكثر استقرارا، موضحاً أن المملكة المغربية والجمهورية الإيطالية، اللتين تربطهما علاقات جيدة، تتطلعان إلى تعزيز تعاونهما من أجل فضاء متوسطي أكثر استقرارا.
وأشار السيد تاجاني إلى خطة العمل لتفعيل الشراكة الإستراتيجية متعددة الأبعاد، الموقعة اليوم الأربعاء بروما، مبرزا أن هذه الخطة كفيلة بتعزيز التعاون الثنائي على مستوى عدة قضايا ذات الأولوية.
وأكد السيد تاجاني، أن المغرب شريك استراتيجي بالنسبة لإيطاليا من أجل أمن البحر الأبيض المتوسط، ومن الضروري العمل معه من أجل استقرار المنطقة وازدهارها، معلنا زيارة قادمة له إلى المملكة.
وأوضح رئيس الدبلوماسية الإيطالية، أن المغرب بلد أساسي في جوارنا الجنوبي، ويمكنه دائما الاعتماد على إيطاليا كدولة صديقة داخل الاتحاد الأوروبي.
وفي هذا الإطار، أكد السيد تاجاني الإرادة الحازمة لحكومته لتعميق العلاقات الثنائية، من خلال التنفيذ الكامل لمخطط العمل الطموح لتنفيذ الشراكة الإستراتيجية متعددة الأبعاد، الموقعة خلال زيارة العمل التي قام بها السيد بوريطة لإيطاليا، والتي تهدف إلى تعميق التعاون بين البلدين على الصعيد السياسي والاقتصادي والطاقة، فضلا عن القضايا الأمنية والثقافية والهجرة والقنصلية.
وعقب هذه المباحثات، نشرت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بإيطاليا، بياناً سجلت فيه أن هذا اللقاء الذي عقد في مناخ إيجابي بشكل خاص للعلاقات الثنائية بين البلدين، يمثل مرحلة جديدة في الاستراتيجية الدبلوماسية المتوسطية للحكومة الإيطالية، ومكن من استكشاف القضايا الرئيسية للتعاون الثنائي والإقليمي.
وسجل البيان أنه بخصوص أهم القضايا الإقليمية والدولية، تم تأكيد وجهات النظر المشتركة بين روما والرباط، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، واستقرار وازدهار ليبيا، وعملية السلام في الشرق الأوسط، واستقرار منطقة الساحل. كما اتفق الوزيران خلال هذه الزيارة على الحاجة إلى عملية مشتركة يمكن أن تستجيب بشكل فعال للتحديات التي تهم البلدين.