السيد ناصر بوريطة يستقبل الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي
وخلال ندوة صحفية مشتركة عقب مباحثاتهما الثنائية، أكد السيد ناصر بوريطة أنه بالنسبة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، فإن عمل المغرب داخل منظمة التعاون الإسلامي ينبغي أن يتسم بالتضامن وبالالتزام بخصوص كافة المشاريع الأساسية للمنظمة.
وأبرز السيد بوريطة، الدور والأهمية التي يوليها جلالة الملك لهذه المنظمة التي تأسست "بالتزام من المغرب".
وقال السيد بوريطة إن المغرب يقدم بتوجيهات سامية من جلالة الملك، كل دعمه لولاية السيد حسين إبراهيم طه على رأس منظمة التعاون الإسلامي، ولأعماله ومشاريعه من أجل تعزيزها، مؤكدا أن المملكة مستعدة لمواكبة الأمين العام في عدد من المبادرات حتى تتمكن المنظمة من رفع تحدياتها.
وقال السيد بوريطة إن السياق الإقليمي والدولي يطرح على الأمة الإسلامية عددا كبيرا من التحديات، معتبرا أنه من الأساسي أن تتمكن المنظمة، كأداة وفضاء للتنسيق بين الدول الإسلامية، من أن تتكيف وتتعزز لرفع ومواجهة هذه التحديات.
ومن بين هذه التحديات، استعرض السيد الوزير عدم الاستقرار السياسي، والتخلف في مجال التنمية الاقتصادية، والهجمات ضد الإسلام، وكراهية الإسلام التي تنتشر في العديد من مناطق العالم، مضيفا أن منظمة التعاون الإسلامي تضطلع بدور هام من أجل إنجاح مبادراتها.
وأكد السيد بوريطة، من جانب آخر، أن صاحب الجلالة، بصفته رئيسا للجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، سيواصل العمل بالالتزام ذاته، دفاعا عن المدينة المقدسة.
وأشار السيد بوريطة إلى أن المغرب يعد، ومن خلال وكالة بيت مال القدس الشريف، فاعلا رئيسيا في تعزيز مقاومة المقدسيين وتمكينهم من الحفاظ على الطابع التاريخي والقانوني والإسلامي للمدينة المقدسة.
وسجل السيد الوزير، في هذا الصدد، أن المغرب يعول كثيرا على الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي حتى تكون وكالة بيت مال القدس الشريف أداة عملية فاعلة على أرض الميدان من أجل تعزيز صمود المقدسيين في هذه المدينة.
وشدد السيد بوريطة على أن جلالة الملك ما فتئ يُذَّكر داخل لجنة القدس، بموقف المغرب بشأن القضية الفلسطينية، والمتمثل في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، في إطار رؤية دولتين تعيشان جنبا إلى جنب، مع دولة فلسطينية ضمن حدود يونيو 1967، عاصمتها القدس الشرقية.
وأكد السيد الوزير من جانب آخر، أن المغرب مستعد لتقاسم تجربته وخبرته مع منظمة التعاون الإسلامي في العديد من المجالات من أجل إغناء برامج التعاون التي يرغب الأمين العام في إنجازها وتطويرها لفائدة مختلف مكونات المنظمة، وخاصة المكون الإفريقي.
وأبرز السيد بوريطة، في هذا الصدد، أن نموذج التعاون الديني بين المغرب والبلدان الإفريقية وبعض البلدان الأوروبية يمكن أن يشكل نموذجا جديرا بالاستلهام بالنسبة للعمل الذي يمكن لمنظمة التعاون الإسلامي القيام به على المستوى الدولي.
ومن جهة أخرى، أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، السيد حسين إبراهيم طه، أن المغرب ملتزم بتنمية إفريقيا، مبرزا أهمية الخبرات التي راكمتها المملكة في بعض الميادين بالنسبة للقارة.
وقال السيد حسين إبراهيم طه، إن إفريقيا بحاجة إلى خبرات المغرب، لاسيما في مجال الأمن الغذائي، مشيرا إلى أن القارة تعول كثيرا على المملكة.
وأضاف السيد إبراهيم طه أن "هناك إرادة في المغرب للمساعدة وأن يكون إلى جانب أشقائه" في إفريقيا، مثمنا الدور الذي تضطلع به المملكة في القارة الإفريقية.
كما أشار الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إلى أن إفريقيا، ولا سيما منطقة الساحل، تحتاج إلى المساعدة لمحاربة الإرهاب.
وأكد السيد حسين إبراهيم طه على أهمية أن تتباحث منظمة التعاون الإسلامي مع بلدان مثل المغرب، خاصة في ظل الظروف "العصيبة للغاية" التي يمر بها العالم.
كما تطرق الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إلى آخر مستجدات الوضع في اليمن، مشيرا إلى تحسن الأوضاع في هذا البلد بعد انخراط جماعات معينة في عملية السلام.
وتناول الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أيضا الاهتمام الذي أبدته بعض الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا للتعاون مع المنظمة، لاسيما في هذه الظرفية الدولية الصعبة.