
وخلال الندوة الصَّحفية التي أعقبت مباحثاتهمَا، رحب السيد بوريطة بزيارة السيد أوليفير فاريلي، التي تندرج في إطار الاتصالات المكثفة والمنتظمة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، حيث جاءت بعد أسابيع قليلة على الزيارة التي قامت بها رئيسة المفوضية الأوروبية، السيدة فان دير لاين.
وأكد السيد بوريطة أن المَغرب يطمح لشرَاكة متينة تقوم على الاحترام المتبادل وتقارُب المصالح والقيم المُشتركة، مؤكدا أن زيارة السيد فاريلي تساهم في تعزيز الشراكة والانفتاح على آفاق جديدة من أجل علاقة أقوى تتطلع نحو المستقبل.
وشدد السَّيد بوريطة على أن زيارَة المفوض الأوروبي المكلف بسياسة الجوار تأتي في الوقت الذي تشهد فيه الشراكة المغربية-الأوروبية تطورا مستمرا ونتائج إيجابية، إذ يُعتبر المغرب المستفيد الأول في الجوار الجنوبي.
وفي هذا الإطار، أشار السيد الوزير إلى أن المملكة المغربية هي الدولة الأولى من حيث "المشاريع الرائدة" بـ 7 مشاريع من أصل 12 مشروعاً مخطط له ضمن الخطة الاقتصادية والاستثمارية من أجل الجوار الجنوبي.
وأكد السيد الوزير أن الشَّراكة المغربية-الأوروبية تتجه نحو ارتقاء نوعي بمُشاركة المغرب في مشاريع Horizon Europe وCreative Europe، علماً أن هذه الشراكة تستثمر أيضا في مشاريع المستقبل من قبيل الشراكة الخضراء والرقمية.
من جهة أخرى، نَاقش المسؤولان السبل الجديدة لتعزيز الشراكة في جميع المجالات حتى يتمكن المغرب والاتحاد الأوروبي من تقديم إطار عمل رائد يكون بمثابة نموذج للاتحاد الأوروبي في علاقاته مع دول الجوار.
ومن جانبه، أشاد السيد فاريلي بالبرنامج الإصلاحي الطموح الذي تم تنفيذه بقيادة جلالة الملك محمد السادس، والذي تتماشى أهدافه مع الخطة الاقتصادية والاستثمارية للجوار الجنوبي.
ورحب السيد فاريلي بالالتزام المُشترك لمحاربة الهجرة غير النظاميَّة، التي تمثل ثَاني أهَم جانِب للشَّراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، معرباً عن امتنانه للعمل الجاد والدؤوب الذي أنجزته السلطات المَغربية في هذا المجال.
وفي هذا الصدد، قال المفوض الأوروبي، إن الطرفين اتفقا على تكثيف التعاون، لاسيمَا في مجال مكافحة تهريب المهاجرين وحماية الحدود وعودة المهاجرين وإعادة إدماجهم.
وتطرق السيد فاريلي للعلاقات بين المغرب وإسرائيل، حيث رحب باستئناف هذه العلاقات التي تشكل إشارةً للسَّلام في المنطقَة وبالجهود المبذولة لتعميق العلاقات بين البلدين.
وبخصوص قضية الصحراء، جدد السيد فاريلي دعم الاتحاد الأوروبي لجهود الأمين العام للأمم المتحدة، مؤكدا اقتناعه بضرورة متابعة العملية السياسية من أجل الوصول إلى حل عادل وواقعي وعملي ودائم ومتوافق عليه.
وفي هذا الإطار، وصف السيد فاريلي الجهود التي تبذلها المملكة المغربية بخصوص هذه القضية بأنها جادة وذات مصداقية، مشجعاً جميع الأطراف على مواصلة هذا الالتزام، بروح من الواقعية والتوافق.
وقد تُوجت زيارة السيد فاريلي إلى المغرب، بالتوقيع على الوثيقة المتعلقة بمشروع "Link Up Africa"، الذي يعد أول تعَاون ثُلاثي بين الاتحاد الأوروبي والمغرب وإفريقيا، والذي يهدف لتعزيز التعاون التقني والعلاقات الأكاديمية والاقتصادية بين المغرب والدول الإفريقية، بدعم من الاتحاد الأوروبي. وقد خُصص لهذا المشروع غلاف مالي قدره 3 ملايين أورو بالنسبة إلى المرحلة الأولى.