
وخلال هذه المباحثات، أشاد السيدان بوريطة وكوياتي بعلاقات الصداقة الممتازة، الأخوية والتقليدية، بين الشعبين المغربي والغيني، والاحترام المتبادل القائم بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وفخامة الرئيس الانتقالي قائد الدولة الكولونيل مامادي دومبويا، مشيدين بالرغبة المشتركة في جعل علاقات الشراكة المغربية-الغينية نموذجا متفردا للتعاون الإفريقي المؤسس على قيم التضامن والتبادل والتقاسم.
كما أعرب الوزيران عن ارتياحهما للتقدم الكبير الذي تم إحرازه في مختلف مجالات التعاون منذ الزيارتين اللتين قام بهما جلالة الملك محمد السادس لكوناكري سنتي 2014 و2017، ومنذ العملية الانتقالية الجارية بغينيا.
ونوه الجانبان بالزخم المتواصل للتعاون الثنائي المفيد والمثمر بين البلدين، وكذا آفاق تنويع وتعزيز هذه الشراكة في قطاعات واعدة مثل التكوين، والفلاحة والأمن الغذائي والصيد البحري، والصحة والطاقة وتدبير استغلال الموانئ والمناجم.
وخلال هذا اللقاء، أطلع السيد كوياتي، السيد بوريطة على آخر تطورات الوضع بغينيا، مركزا، بشكل خاص، على الجدول الزمني للعملية الانتقالية المتفق عليها مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو) في دجنبر 2022، وكذا الجهود الجارية لسلطات الانتقال من أجل "إعادة تأسيس" الدولة استجابة لتطلعات وانتظارات الشعب الغيني.
ومن جهته، أكد السيد بوريطة أن المملكة المغربية تؤكد دعمها واستعدادها لمواكبة جمهورية غينيا في إنجاح العملية الانتقالية الجارية، وتحقيق تطلعات الشعب الغيني لمؤسسات ديمقراطية قوية، قادرة على مواصلة قيادة البلاد نحو السلام والتنمية والازدهار.
وأبرز الوزيران، بارتياح، توافق وجهات النظر حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مجددين التأكيد على عزمهما المساهمة في جهود تسوية النزاعات في إفريقيا. كما أشادا بالجهود الموصولة التي يبذلها المغرب، تحت القيادة الحكيمة والمستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وغينيا بقيادة فخامة الكولونيل مامادي دومبويا من أجل السلام والتنمية على مستوى القارة.
وفيما يخص قضية الصحراء، جدد السيد كوياتي التأكيد على دعم جمهورية غينيا القوي والثابت للوحدة الترابية للمملكة المغربية، ولمخطط الحكم الذاتي الذي قدمته المملكة، باعتباره الحل الوحيد والواقعي وذي المصداقية لهذا النزاع، مشيداً بجهود منظمة الأمم المتحدة كإطار حصري ومتوافق بشأنه للتوصل إلى حل واقعي، عملي ومستدام للنزاع الإقليمي حول الصحراء.
وقال السيد موريساندا كوياطي إن فتح جمهورية غينيا لقنصلية عامة بالداخلة في يناير من سنة 2020، يندرج في إطار الموقف التاريخي لجمهورية غينيا.
وأشاد الوزيران، من جهة أخرى، بالدينامية التي تم إطلاقها في إطار مبادرة الدول الإفريقية الأطلسية من أجل جعل الفضاء الإفريقي الأطلسي إطارا جيو-استراتيجيا، عمليا وملائما، للتعاون والتشاور الإفريقي.
كما أشاد الطرفان بالتوقيع، في دجنبر 2022، على مذكرة تفاهم ثلاثية بين المغرب ونيجيريا وغينيا (الشركة الوطنية للبترول) حول مشروع أنبوب الغاز المغرب-نيجيريا. ورحب الوزيران، بهذه المناسبة، بتقدم هذه المنشأة الاستراتيجية الكبيرة والهامة، التي ستستفيد منها منطقة غرب إفريقيا برمتها، عبر المساهمة في هيكلة سوق إقليمي للكهرباء، وكذا من خلال تشكيل مصدر حقيقي للطاقة في خدمة التنمية الصناعية، وتحسين التنافسية الاقتصادية وتسريع وتيرة التنمية الاجتماعية وتأمين الأمن الغذائي للساكنة.
واتفق الجانبان على الرقي بمستوى شراكتهما، التي تندرج في إطار التعاون جنوب-جنوب، والتي من شأنها السماح للقطاع الخاص في كلا البلدين بمواصلة الاضطلاع بدور هام في تسريع دينامية المبادلات الاقتصادية.
واتفق السيدان بوريطة وكوياتي على عقد الدورة السابعة للجنة الكبرى المشتركة للتعاون بين المملكة المغربية وجمهورية غينيا شهر يوليوز المقبل بالداخلة.