
وفي كلمته الافتتاحية، أشار السيد بوريطة إلى أن المغرب أعرب منذ فبراير 2020، عن استعداده لاستضافة هذا المؤتمر، وهو ما أكد عليه جلالة الملك، بصفته رائدا للاتحاد الإفريقي للهجرة، في تقريره أمام القمة الـ 33 للاتحاد الإفريقي.
وأكد السيد بوريطة على أن تأثير الجائحة على الهجرة لا يمكن إنكاره، وأن تداعياته الاقتصادية والاجتماعية لم تضاعف من هشاشة العمال المهاجرين فحسب، بل أدت أيضا إلى إبطاء وتيرة التنقل بشكل عام، وجعلت حكامة الهجرة أكثر تعقيدًا.
وأضاف السيد بوريطة أن هذه الجائحة أكدت أيضاً على مركزية ميثاق مراكش، وذكّرت الجميع بالأهمية العالمية لأهدافه.
وبخصوص أهمية موضوع الهجرة بالنسبة للمملكة المغربية، جدد السيد بوريطة التأكيد على التزام جلالة الملك محمد السادس، القائم على نهج مسؤول وموحد، والذي تجسد من خلال إطلاق الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء عام 2013، على غرار المقاربة التي تم الدفاع عنها في الأجندة الإفريقية حول الهجرة في يناير 2018، والميثاق العالمي للهجرة في دجنبر من نفس السنة.
وفي هذا الصدد، ذكر السيد بوريطة بأن جلالة الملك أكد، في رسالة وجهها إلى المشاركين في مؤتمر مراكش المنعقد في دجنبر 2018، أن "الميثاق العالمي ليس غاية في حد ذاته، ولا يستمد معناه الحقيقي إلا عبر التنفيذ الفعلي لمضامينه".
وعلى صعيد آخر، قال السيد بوريطة إن الآفة الحقيقية ليست هي الهجرة، بل الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين، مستنكرا الأحكام المسبقة المرتبطة بالهجرة، والتي تعتبر المهاجرين أقل إنسانية على جانب من الحدود مقارنة بالجانب الآخر منه.
وأكد السيد بوريطة على أن الإشكال الحقيقي ليس فقط في اختيار النساء والرجال والأطفال لطريق الهجرة، وإنما في استغلال المهربين لوضعيتهم الهشة.
وأشار السيد بوريطة إلى أن العقبة الحقيقية هي أن المهاجرين لا يتم أخذهم بعين الاعتبار فيما يتعلق بالتنمية والأوبئة والعدالة الاجتماعية، مشددا على أن المهاجرين يجب أن يكونوا مركز الثقل الحقيقي لسياسات الهجرة المسؤولة والمتضامنة، وذلك انسجاما مع الأهداف الـ 23 للميثاق.
واعتبر السيد بوريطة أنه "لا ينبغي أن ننشغل بنزع طابع الإنسانية عن المهاجرين؛ كما لا ينبغي أن ننجر وراء النزعة المتزايدة المتمثلة في التعامل مع الهجرة كرهان يتعلق بشكل حصري بالسياسة الأمنية".