هذا الانتخاب، وهو الأول من نوعه للمملكة، يجسد مرة أخرى المصداقية والثقة اللتين تتمتع بهما الجهود التي يبذلها المغرب، انسجاما مع الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، في مجال النهوض بحقوق الإنسان وحمايتها، ولا سيما في مجال مكافحة التمييز.

بذل المغرب، في الواقع، جهودا كبيرة في مكافحة التمييز العنصري وخطاب الكراهية على الصعيدين الوطني والدولي، تجسدت بشكل خاص في أوجه التقدم التي تضمنها دستور 2011 واعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة 18 يونيو من كل سنة يوما دوليا لمكافحة خطاب الكراهية، بمبادرة من المملكة.

هذا الانتخاب الهام يكرس الحضور التاريخي للمغرب في جل هيئات المعاهدات المتعلقة بحقوق الإنسان، مما يعكس المصداقية الكبيرة للعمل الذي تقوم به المملكة لفائدة تعزيز الهيكلة الأممية.

هذا النجاح الانتخابي الجديد، في سياق منافسة محتدمة، هو ثمرة تعبئة شاملة للجهاز الدبلوماسي بأكمله، مما يؤكد مرة أخرى وجاهة الاستراتيجية التي تنهجها المملكة، تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية، بغية تعزيز حضورها داخل المنظمات الدولية.

إن الخبير المغربي الذي انتخب لعضوية لجنة القضاء على التمييز العنصري، السيد عبد الرحمن التلمساني، هو فاعل ملتزم في المجتمع المدني، معروف بمساره الطويل في مكافحة التمييز والنهوض بثقافة العيش المشترك. وتتكفل لجنة القضاء على التمييز العنصري، المكونة من 18 خبيرا مستقلا، بتتبع تنفيذ اتفاقية القضاء على التمييز العنصري.