
وخلال هذا المباحثات، رحب السيد بوريطة وأوريسكو بالعلاقات التاريخية والصداقة بين المغرب ورومانيا، اللذان يحتفلان هذه السنة بالذكرى الـ60 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بينهما. وفي هذا الصدد، رحب الوزيران بالدينامية الإيجابية للعلاقات الثنائية على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والأكاديمية، فضلاً عن التنسيق الممتاز بين البلدين داخل المنظمات الدولية.
واتفق الوزيران على توطيد العلاقات الثنائية في أفق بناء شراكة معمقة، وذلك من خلال تكثيف الحوار السياسي، وإحداث إطار للتعاون الاقتصادي المتجدد، فضلا عن إقامة تعاون متجدد في مجالات التعليم والتكوين والبحث العلمي والابتكار والتكنولوجيا الرقمية والعمل الثقافي. وسيتم تعزيز هذه الشراكة من خلال تعبئة الفاعلين غير الحكوميين، على غرار المسؤولين عن التعاون اللامركزي، في خدمة التنمية الترابية وزيادة الروابط بين دوائر الأعمال.
ورحب السيد أوريسكو بالتوجه الذي حدده جلالة الملك محمد السادس، والقائم على دينامية الانفتاح والتقدم والحداثة، في النموذج التنموي الجديد، وفي تعزيز الجهوية المتقدمة في المملكة المغربية.
ورحب الوزير الروماني بالدور الذي يقوم به المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، كقطب إقليمي للاستقرار ورافعة للتنمية والنمو في إفريقيا.
أكد الوزير أوريسكو على التزام رومانيا بمواكبة ودعم وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي والمغرب وجواره الجنوبي ومع المنطقة الأوروبية-الإفريقية، من أجل توفير حلول مشتركة لجميع التحديات التي تواجه هذه المناطق، ولا سيما على صعيد الأمن، والاستقرار، والهجرة، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية والبشرية.
وذكّر السيد أوريسكو بالتزام رومانيا المستمر بتعزيز الشراكة الاستراتيجية التي تربط المغرب بالاتحاد الأوروبي، مؤكداً على الأهمية التي يحظى بها تنفيذ الإعلان السياسي المشترك الصادر في يونيو 2019. وفي هذا الصدد، أعاد السيد أوريسكو التأكيد على دعم رومانيا لحفظ واستقرار العلاقات المتعددة الجوانب المغربية-الأوروبية، بما في ذلك جميع اتفاقياتها القطاعية.
تباحث الوزيران بشكل معمق القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مع إعطاء الأولوية، من الجانب المغربي لقضية الصحراء، ومن الجانب الروماني، للتطورات في أوكرانيا.
وأشاد السيد بوريطة بالمساهمة العملية لرومانيا في إجلاء حوالي 1500 طالب مغربي في أوكرانيا، وبالمساعدة المقدمة لهم على الحدود وعلى الأراضي الرومانية من قبل السلطات الرومانية والمجتمع المدني، مجدداً دعوته للسيد أوريسكو للقدوم إلى المغرب في إطار زيارة رسمية ومنتدى اقتصادي يتم تنظيمه بين مجتمع الأعمال في البلدين.
أعرب السيدان بوريطة وأوريسكو عن عزمهما مواصلة الحوار لصالح تعددية أطراف متجددة، واتفقا على اتخاذ إجراءات منسقة داخل الأمم المتحدة لصالح السلم والأمن الدوليين.
كما أكدا على الدور الإيجابي والبناء الذي يضطلع به المغرب ورومانيا في الحفاظ على الاستقرار والأمن والسلام في منطقة كل منهما، وذلك إدراكا منهما للدور والمسؤولية التي يمليها الموقع الجغرافي للبلدين فيما يخص تعزيز السلام والتفاهم في أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط وأوروبا الوسطى ومنطقة البلقان.
تجدد رومانيا التأكيد على دعمها للجهود المبذولة تحت الرعاية الحصرية للأمم المتحدة من أجل إيجاد حل سياسي عادل ودائم ومتوافق بشأنه من قبل كافة الأطراف لقضية الصحراء، قائم على التوافق، طبقا لقرارات مجلس الأمن الدولي. وتنوه رومانيا بالجهود الجادة التي يقوم بها المغرب على هذا الصعيد، بما في ذلك مخطط الحكم الذاتي، الذي قدمه لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 2007.