جمهورية الرأس الأخضر تفتتح قنصلية عامة لها بالداخلة
وترأس حفل تدشين هذه القنصلية العامة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون والإدماج الإقليمي بجمهورية الرأس الأخضر، السيد روي ألبيرتو دي فيغيريدو سواريس، بحضور السفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي، السيد محمد مثقال، ورئيس مجلس جهة الداخلة-وادي الذهب، السيد الخطاط ينجا، بالإضافة إلى قناصل معتمدين بالداخلة ومسؤولين ومنتخبين محليين.
وفي ندوة صحفية مشتركة عقب افتتاح القنصلية العامة لجمهورية الرأس الأخضر بالداخلة، أعلن السيد ناصر بوريطة عن قرب انعقاد اجتماع وزاري للدول التي فتحت قنصليات في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، موضحاً أنه سيتم العمل، في الأشهر القليلة المقبلة على عقد اجتماع، سواء في العيون أو الداخلة، يضم كل الدول التي فتحت قنصليات في الأقاليم الجنوبية، لتأكيد هذه الدينامية وخلق تنسيق أكبر بين هذه البلدان.
وأبرز السيد بوريطة أن هذه المبادرة تندرج في إطار تعزيز دينامية فتح القنصليات، التي أكد عليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطابه السامي بمناسبة تخليد ذكرى ثورة الملك والشعب، باعتبارها جزءاً من التطور الإيجابي الذي تعرفه قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية.
وأضاف السيد بوريطة أن تأكيد جلالة الملك على أن "حوالي 40 في المائة من الدول الإفريقية قامت بفتح قنصليات في العيون والداخلة"، يعكس التوجه العام داخل القارة الإفريقية لفائدة دعم الوحدة الترابية للمغرب وحقوقه المشروعة على هذا الجزء من أراضيه.
وأكد السيد الوزير أن جمهورية الرأس الأخضر تعد شريكا وحليفا للمغرب في ما يخص قضاياه الرئيسية، وفي مقدمتها قضية الوحدة الترابية.
وقال السيد بوريطة، إن علاقاتنا الثنائية بدأت منذ سحب جمهورية الرأس الأخضر اعترافها بـ"الجمهورية المزعومة" سنة 2007، وتطورت أكثر في إطارٍ من التعاون المثمر.
وأوضح السيد الوزير أن العلاقات بين المغرب وجمهورية الرأس الأخضر شهدت تطورا كبيرا منذ الزيارة الأخيرة للسيد روي ألبيرتو دي فيغيريدو سواريس إلى الرباط في يونيو المنصرم، حيث اتفق البلدان على إرساء علاقات صداقة وتعاون متينة، والمضي بها نحو تأسيس شراكة قوية بينهما في مختلف المجالات.
وأكد السيد بوريطة أن هذه الزيارة تعد مناسبة لتقديم الشكر لجمهورية الرأس الأخضر على مواقفها الثابتة من قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية ودعمها المتواصل والفاعل لمغربية الصحراء، مؤكدا أن فتح قنصلية في الداخلة هو إشارة أخرى لدعم سيادة المغرب على ترابه ولتأكيد مغربية الصحراء.
وأبرز السيد بوريطة أن جمهورية الرأس الأخضر تعتبر كذلك شريكا قويا للمغرب في إطار الاتحاد الإفريقي والمنظمة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ومجموعة البلدان الناطقة بالبرتغالية، منوها بالتنسيق والتقارب الكبير في وجهات النظر بين البلدين، اللذين يشتركان في نفس الرؤية حول ضرورة تعزيز الاستقرار والتنمية في إفريقيا.
وتابع السيد الوزير أن البلدين يعتبران كذلك فاعلين في مبادرة إفريقيا الأطلسية التي انطلقت في الرباط، والتي اضطلعت جمهورية الرأس الأخضر بدور مهم في تنسيق المجال الاقتصادي لهذه المبادرة، مضيفا أن اللقاء المقبل بنيويورك خلال الاجتماع الوزاري التنسيقي الثاني، سيمكن من الاتفاق على خطة العمل المرتبطة بهذه المبادرة خلال السنوات المقبلة.
وأكد السيد بوريطة أن الجانبين اتفقا كذلك على الاشتغال تحضيرا لزيارات على أعلى مستوى بين قيادة البلدين، وكذا زيارة الوزير الأول لجمهورية الرأس الأخضر إلى المغرب، إضافة إلى التحضير لعقد الدورة الثانية للجنة المشتركة خلال السنة المقبلة ببرايا، والتي تعد مناسبة لتعزيز التعاون في مختلف المجالات.
وفي معرض حديثه عن خارطة طريق للتعاون الثنائي والاتفاقيات التي تم التوقيع عليها بين الجانبين، أشار السيد بوريطة إلى أنه سيتم الرفع من عدد المنح التي تمنحها الوكالة المغربية للتعاون الدولي لجمهورية الرأس الأخضر، لتصل إلى 80 مقعدا بيداغوجيا، بهدف تعزيز التعاون بين البلدين.
وخلص السيد بوريطة إلى أن جمهورية الرأس الأخضر يمكن أن تعتمد على المغرب، بتعليمات من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لمواكبة مصالحها الاقتصادية ومصالحها في كل المنظمات الإقليمية.
ومن جهته، قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون والإدماج الإقليمي بجمهورية الرأس الأخضر، السيد روي ألبيرتو دي فيغيريدو سواريس، إن افتتاح بلاده لقنصلية عامة بالداخلة، يؤكد دعمها للوحدة الترابية للمملكة المغربية.
وأكد السيد دي فيغيريدو سواريس أن افتتاح القنصلية العامة لجمهورية الرأس الأخضر بالداخلة يعبر أيضا عن دعم مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب وجهود هيئة الأمم المتحدة لإيجاد حل واقعي وذي مصداقية لتسوية النزاع حول الصحراء.
وأشار وزير الشؤون الخارجية والتعاون والإدماج الإقليمي بجمهورية الرأس الأخضر، إلى أن افتتاح القنصلية العامة لبلاده في الصحراء المغربية يعبر كذلك عن الرغبة في تمتين العلاقات بين البلدين، مذكرا في هذا الصدد بالبيان المشترك الموقع بالرباط في 8 يونيو الماضي على هامش أعمال الاجتماع الوزاري الأول لدول إفريقيا الأطلسية.
كما سلط الضوء على الحصيلة الإيجابية للتعاون الثنائي والوسائل الكفيلة بتعميق فرص الاستثمار بين البلدين، لاسيما في مجالات السياحة والنقل الجوي والبحري والفلاحة والصيد البحري، فضلا عن التعليم العالي والتكوين وتبادل الخبرات والتوأمة بين المدن.
وفي هذا الإطار، دعا السيد دي فيغيريدو سواريس إلى تعزيز التعاون بين البلدين، مؤكدا على ضرورة إشراك المؤسسات العمومية والخاصة والفاعلين في المجتمع المدني من أجل تحقيق هذه الفرص.
وأوضح أن الاتفاقيات التي تم توقيعها اليوم مع المملكة المغربية من شأنها أن تمنح زخما جديدا للشراكة الثنائية متعددة الأبعاد، مستشهدا في هذا الصدد بالاتفاقية المتعلقة بالخدمات الجوية وتلك المتعلقة بإلغاء التأشيرة بالنسبة لحاملي الجوازات الدبلوماسية وجوازات الخدمة.
وأبرز السيد دي فيغيريدو سواريس أن البلدين يقيمان "علاقات صداقة وأخوة تاريخية"، مشيدا بالدينامية الجديدة وجهود تكثيف الحوار السياسي والدبلوماسي الثنائي. وأشار إلى أن الجانبين توصلا إلى توافق مهم واستراتيجي، بهدف الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستويات عليا، مضيفا أن هذه الزيارة تمثل خطوة مهمة واستراتيجية في مسار العلاقات بين البلدين، لاسيما مع افتتاح سفارة جمهورية الرأس الأخضر بالرباط وقنصليتها العامة بالداخلة.
وذكَّر، من جهة أخرى، بمباحثاته مع وزير النقل واللوجستيك، التي تمحورت حول سبل تعزيز الشراكة في مجال النقل الجوي وتشجيع القطاع الخاص في جمهورية الرأس الأخضر على استكشاف فرصة الربط البحري بين البلدين.
وتابع "لقد زرت أيضا ميناء طنجة المتوسط، وهو مشروع استراتيجي لخدمة المغرب وإفريقيا والعالم"، معربا عن رغبته في استكشاف آفاق التعاون في هذا الإطار.
وكانت جمهورية الرأس الأخضر قد افتتحت، أمس الثلاثاء، سفارتها في الرباط، خلال حفل ترأسه السيدان ناصر بوريطة وروي ألبيرتو دي فيغيريدو سواريس.
وبهذا الافتتاح، يكون العدد الإجمالي للقنصليات العامة التي تم افتتاحها بالأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية قد وصل إلى 27 قنصلية: 15 بالداخلة و12 بالعيون.