وركز الاجتماع الذي تزامن مع الذكرى السنوية الخامسة عشرة لتحالف الحضارات على موضوع "بلورة عالم أفضل: بناء مجتمعات متماسكة ودامجة في السياق الصعب الذي يفرضه كوفيد-19".

 أوضح السيد الوزير بأن المملكة المغربية عضو مؤسس لتحالف الحضارات. وبقيادة جلالة الملك نصره الله التزم المغرب على الدوام بقيم ومبادئ التحالف بالإضافة إلى تقاسم المثل التي يروج لها. كما شدد السيد الوزير على أن "التعددية هوية الأمة" و "التعايش أسلوب حياة" بينما "قيم الانفتاح والاعتدال والتسامح والتفاهم المتبادل" هي مبدأ مكرس في الدستور.

وأكد السيد الوزير على أن التحالف استمر في إظهار أهميته منذ إنشائه. وتكمن أهميته بشكل خاص في أن وجوده غير مرتبط بمواجهة عدو مشترك، بقدر ما هو مكرس لصالح مثل أعلى مشترك. وقال: "إنه لا يضعنا في مواجهة بعضنا البعض، بقدر ما تجمعنا معا"، مشيرًا إلى السياق الخاص للوباء الذي أفرز وعيا جماعيا بالمصير المشترك.

وذكر السيد الوزير بخطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله بمناسبة زيارة قداسة البابا فرنسيس للمغرب: " فالتطرف، سواء كان دينيا أو غير ذلك، مصدره انعدام التعارف المتبادل، والجهل بالآخر، بل الجهل، وكفى، ذلك أن التعارف المتبادل يعني رفض التطرف، بكل أشكاله؛ وهو السبيل لرفع تحديات هذا العصر المضطرب ".

إن الترافع لصالح التعارف المتبادل ومحاربة التطرف يأخذ صدى خاصًا في سياق الأزمة الصحية الحالية: " في الاوقات المضطربة مثل هذه التي نعيشها، يجب البحث عن إجابتين؛ العثور على لقاح آمن وفعال و في المتناول، هو أحد هاتين الاجابتين، وثانيها هو  التفكير في حلول طويلة الأمد للتعامل مع العلل  التي تصيب مجتمعاتنا ".

كما أكد السيد الوزير، إذا كان العالم سيتغلب في نهاية المطاف على الوباء، فسيظل هناك تحدٍ يتعين مواجهته: وهو بناء مجتمعات دامجة ومتماسكة، وتطوير العمل المتعدد الأطراف الذي يتمركز حول 'البشرية والموجه نحو النتائج.

وشدد السيد الوزير على أن "لحظات عدم اليقين" تتطلب "أفعالاً نبيلة"، وأكد على أنه وفي هذه اللحظات بالتحديد تبرز الحاجة الملحة لهكذا تحالف، وأن المغرب حاضر وسيكون في الموعد على الدوام".

واختتم السيد الوزير قائلا "أنا مقتنع بأن الصعوبة لا ينبغي أن تكون عقبة، بقدر ما يجب ان تكون تحديا يدعونا للتفكير والعمل معًا".