
وقال السيد بوريطة، إن المغرب أقام، تحت قيادة ورؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تعاونا متينا ومتعدد الأبعاد مع بلدان إفريقية من خلال مبادرات وشراكات رائدة.
واستعرض السيد الوزير، في هذا الصدد، مبادرة "تريبل إس" (Triple S) للنهوض بالاستدامة والاستقرار والأمن في إفريقيا، ومبادرة "تريبل أ" (Triple A) لتكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية، وتزويد بلدان إفريقية بالأدوية والمعدات الطبية خلال فترة جائحة كوفيد-19، فضلا عن تعاون في مجالات الأمن الغذائي والأسمدة والتغير المناخي.
وهنأ السيد بوريطة، بهذه المناسبة، الصين على إطلاق مبادرة التنمية العالمية، منوها بالجهود التي تبذلها بكين لصالح النهوض بالتنمية المستدامة.
وقال السيد الوزير إن إطلاق هذه المبادرة يأتي في وقت ملائم وفي سياق غير مسبوق يتسم بأزمة ثلاثية، صحية وغذائية وطاقية، فضلا عن البحث عن حلول ملائمة للتحديات العالمية.
وأوضح السيد الوزير أن "المبادرة تأتي كذلك سبع سنوات قبل الموعد المحدد لبلوغ أهداف التنمية المستدامة. ففي حين تم إحراز تقدم ملحوظ في العديد من مناطق العالم، إلا أن عددا من البلدان تعرف تأخرا في تحقيق هذه الأهداف، لتأثرها بشدة بانعكاسات جائحة كوفيد-19".
واعتبر السيد بوريطة أن الأمر يتعلق بنموذج شراكة دينامية لتعزيز والنهوض بالتعاون الدولي، بما في ذلك التعاون جنوب-جنوب، من أجل تنفيذ أجندة 2030 للتنمية المستدامة.
ولاحظ السيد بوريطة خلال هذا الاجتماع المنعقد على هامش الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن "المبادرة ستسهم دون شك في تعزيز التضامن العالمي ودعم جهود البلدان النامية للوفاء بالتزاماتها في مجال التنمية، خاصة في السياق العالمي الراهن".
وسجل السيد الوزير أيضا، أن دعم المغرب لمبادرة التنمية العالمية ينبع من روابط الصداقة التي تجمع المغرب والصين منذ عقود.
وذكر السيد بوريطة بأن "هذه العلاقات شهدت زخما جديدا منذ زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس للصين في 2016، وهي الزيارة التي توجت بإطلاق شراكة استراتيجية بين البلدين"، مضيفا أن المبادلات التجارية الثنائية حققت قفزة بـ50 في المائة ما بين 2016 و2021.
وقال السيد الوزير إن الاستثمارات الصينية في المغرب عرفت بدورها ارتفاعا ملحوظا، مع أزيد من 80 مشروعا في مختلف المجالات.
وأبرز السيد بوريطة، أيضا، أن التعاون بين المغرب والصين أثمر، وفي سياق كوفيد-19، بلورة شراكة في مجال الصحة والتلقيح، والتي تم تتويجها بإحداث وحدة لتصنيع اللقاح المضاد لكوفيد، مؤكدا أن هذه البنية التحتية ستساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي والسيادة الصحية للمغرب.
وذكر السيد الوزير بأن روابط التعاون بين البلدين تعززت من خلال التوقيع، مطلع السنة الجارية، على اتفاقية "خطة التنفيذ المشترك لمبادرة الحزام والطريق"، مشيرا إلى أن المغرب كان من بين أوائل البلدان الإفريقية التي انضمت لهذه المبادرة.
وجدد السيد الوزير دعم المغرب لمبادرة التنمية العالمية التي ستسهم، دون شك، في تسريع التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة في إفريقيا.